ينظّم مجموعة من طلاب الصفوف الثامن والتاسع والعاشر من مدارس فلسطينية مختلفة، بالتعاون مع مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، خلال شهري كانون الثاني وشباط 2014، "مهرجان سينما الأطفال"في اثنتي عشرة مدرسة، وذلك ضمن مشروع "السينما في التعليم"الذي ينفذه مركز القطان للبحث والتطوير التربوي.
وسيتمّ خلال المهرجان عرض سبعة عشر فيلماً فلسطينياً وعربيّاً، وهي أفلام قصيرة ومعاصرة أبطالها الرئيسيون هم أطفال ومراهقون، حيث تتناول الأفلام لحظات حاسمة في حياة الأطفال، منذ بدأوا يخطّون خطواتهم الأولية نحو عالم الكبار ليشكّلوا وعياً يلتقط الإشارات الاجتماعية الرمزية، بحيث تصوّر هذه الأفلام مواجهتهم الأولى مع العالم ومع القيم المرتبطة به، من تحمّل المسؤولية، إلى الشعور بالذنب، واتخاذ القرارات، وصولاً إلى مساءلة المعتقدات السابقة.
وقام الطلاب المنظّمون للمهرجانات بالتحضير لكافة الترتيبات المتطلبة للمهرجان من اختيار الأفلام، وتصميم المواد الدعائية، وتحضير القاعات المناسبة للعرض، إلى تحديد الجمهور المستهدف، حيث اختبر الطلاب من خلال تحضريهم للمهرجان الأفلام التي عُرضت من مواقع عدّة، وبأدوات تحليلية مختلفة تساعد على بناء وعي نقدي تحليلي قادر على قراءة اللغة السينمائية وفهم رمزيتها ومعانيها.
وكان المركز قد عقد في أيلول وتشرين الثاني الماضيين ورش عمل تحضيرية، بمشاركة معلمين وطلاب، بهدف إكسابهم مهارات وأساسيات التحليل السينمائي، للمساعدة في التحضير لمهرجان سينما الأطفال، الذي يستهدف فئات مختلفة من المجتمع، تشمل طلاب المدارس والمجتمع المحلي.
ويهدف مشروع "السينما في التعليم"إلى استكشاف الإمكانيات المختلفة للسينما، وسبل توظيفها داخل غرفة الصف في المواد التعليمية المختلفة، حيث يأتي المشروع انطلاقاً من إيمان المركز بأنّ السينما تشكّل منبعاً مهمّاً للتعرف، ولقاء ثقافات مختلفة، لفهم الذات، وللتحفيز على التفكير والتأمّل وطرح الأسئلة، ولتقوية الخيال والإدراك الفني عند الأطفال، كما أنّها تقدم لغة موازية لا يتمّ التركيز عليها في المدارس، لذا من هنا تكمن أهمية تقديم سينما بديلة، تختلف عن ما يقدّمه التلفزيون والإعلام الجماهيري، وتنفتح على الإمكانيات المتعددة للمعنى، بدلاً من تتويج رسالة وخطاب واحد.