الجائزة الأولى لـ إيناس حلبي .. والثانية لـ سومر سلام .. والثالثة لـ أسمى غانم
رام الله – أعلنت مؤسسة عبد المحسن القطان، أمس الاثنين 10/10/2016، نتائج النسخة التاسعة من مسابقة الفنان الشاب "اليايا 2016" (جائزة حسن الحوراني)، وذلك خلال حفل نظمته في بيت الصاع في البلدة القديمة برام الله.
بيان لجنة التحكيم
مسابقة الفنان الشاب 2016 (اليايا)
جائزة حسن الحوراني
نادراً ما تحظى جائزة بمثل هذا الترقب الذي يحيط بجائزة الفنان الشاب. يشهد ذلك على معنى الجائزة في المشهد الفني الفلسطيني، وأهميتها بالنسبة لمشاريع الفنانين الشباب، وما تشرعه أمامهم من احتمالات.
تود لجنة التحكيم في البداية أن تشيد بالجهود المتواصلة لمؤسسة عبد المحسن القطان لجمع شتات الجغرافيات الفلسطينية الشاسعة والمتنوعة بممارستها الثقافية، وفي خلق مثل هذه الفرص للفنانين.
كما نود أن نهنئ القيمة نات مولر على انخراطها الكبير في عملية الجائزة في دورتها الحالية، وعلى عملها عن قرب مع الفنانين الشباب القادمين من سياقات وتجارب وإمكانات مختلفة، وكذلك على منحها إياهم فرصاً متساوية، الأمر الذي بدا جلياً في معرض المسابقة.
اللجنة واجهت مهمة تنطوي على كثير من التحديات، وذلك لأسباب متعددة، من بينها القيود الموضوعة على المسابقة نفسها، والصعوبة الناتجة على محاولة استجابة الفنانين لثيمتين محددتين مسبقاً؛ واحدة لقلنديا الدولي، "العودة"، وتلك التي وضعتها القيمة، "تمييز الأنماط"، إضافة إلى العملية التقييمية، التي، في بعض الحالات، قادت الفنانين إلى تقديم بعض الأعمال بالشكل الذي ليس بالضرورة يفضله أصحابها. والصعوبة الأكبر تجلت في عدم القدرة على التنقل الذي حدَّ من مشاركة بعض المتأهلين للمسابقة، حيث أن إحدى المشاركات، وللمرة الثانية، لم تستطع تجاوز الحصار المفروض على غزة، للانضمام إلينا هنا، بينما تواجدت مشاركة أخرى في الجزائر بعد اضطرارها للنزوح مع عائلها من سوريا.
وآخذة هذه النقاط بعين الاعتبار أيضاً، فإن اللجنة اتخذت قراراتها بناء على الأعمال النهائية في معرض اليايا 2016، وعلى الإمكانية التي نراها لدى الفنانين لتطوير ممارساتهم مستقبلاً.
لقد قررت لجنة التحكيم منح الجائزة الثالثةلـ
أسمى غانم
على مشروعها الصوتي
"الوطن هو ..."
ترى اللجنة أن الفنانة تحدت نطاق ممارستها الفنية، عبر الانخراط في وسيط جديد، والتجريب في مواد ومناطق بعيداً عما اعتادت عليه خارج المنطقة المريحة التي تعمل داخلها. لقد أثارت انطباع اللجنة فكرتها في تقديم التاريخ بوسيلة تقتصر على الصوت، وبرغبة الفنانة في دفع الجمهور إلى التفاعل مع العمل، وترجمتها للمؤلفة الصوتية كخريطة إيقاعية. إننا نمنح هذه الجائزة، لتشجيع الفنانة لتواصل سعيها، وللخوض أعمق في البحث التاريخي، وللانخراط أعمق في العمل الميداني، والتجريب في بناء الصوت.
تمنح الجائزة الثانيةلـ
سومر سلام
عن عملها الفيديو
"بناء وهمي"
أعجبت اللجنة بالقوة الترابطية للعمل، وقدرته على تصوير الخسارة والدوائر المفرغة والبناء وإعادة البناء والهدم، الذي هو جزء من تجربة الاستقرار وإعادة الاستقرار، بواسطة لغة نحتية وجسدية وأدائية، وفيلمية باقتصاد عميق بالوسائل. جاء العمل محكوماً بشروط متعلقة بظروف خاصة، ووسائل إنتاج محددة، ما يثبت إمكانية حدوث الفن في ظل بيئة تسودها الندرة.
أما الجائزة الأولى، فتمنح بقرار إجماع أعضاء اللجنة، لـ
إيناس حلبي
عن عملها الفيديو
"نيموسين"
الذي يتناول قصة ندبة على جبين الجد الراحل، حيث تقوم الفنانة بالطلب من أفراد عائلتها، بإعادة سرد القصة وراء الندبة، ما يراكم فسيفساء من القصص الغنية التي تأتي أحياناً مناقضة لبعضها البعض، والتي تشير إلى نسبية الذاكرة، وعدم ثباتها. كل إعادة قص للحكاية تنطوي على اختلاف صغير وفروق دقيقة لدرجة أن أحد أخوال الفنانة، يقدم الرواية بلسان الراوي الأول. وعبر الفيلم، فإن عملية السرد تنقطع عندما يتوقف السارد/ة لشرب رشفة ماء من كأس بالجوار، كمرجعية رمزية لنهر النسيان في الأسطورة الإغريقية. بوسائط متقشفة، استطاعت إيناس حلبي تفكيك الروايات الرسمية، والعمل بدلاً من ذلك على نفاذية القصص. لقد طوعت بطريقة طازجة وهادئة وموضوعية، ثيمة التكرار والعودة، هذه الثيمة التي عادة ما يتم تدويرها في الفن الفلسطيني المعاصر، وقد فعلت ذلك عن طريق تجنب كليشيهات الضحية، ومشهدية/ فرجوية الصدمة.
وقبل أن نهنئ الفنانين ونحتفل معهم، لا بد أن نذكر أن عملية صنع القرار شابها الحزن الناتج عن الحادث المروع الذي حصل، أمس (الأحد 9/10/2016)، بينما كنا منخرطين في غمرة النقاش في قاعة الاجتماعات في مؤسسة القطان الملاصقة تماماً لموقع البناء، حيث توفي عامل بشكل تراجيدي، بينما أصيب عدد من زملائه بجراح خطيرة، حينما انهارت، فجأة، سقالات العمل حول ذلك المبني الشاهق.
وأخيراً لا بد من الإشارة إلى أنه بينما يعتبر البحث جزءاً أساسياً من عملية مسابقة الفنان الشاب، فإن اللجنة تشعر أن البحث، لم يكن كافياً كما ينبغي في جميع هذه الأعمال. وبرغبة منها للمساهمة في تطوير المسابقة، فإن اللجنة تود أن توصي أن يمنح الفنانون وقتاً أطول لإتمام هذه العملية، ونود أن نشجع الفنانين على التعمق أكثر في مصادر البحث، سواء أكانت مادية أو مفاهيمية أو تاريخية، وإثراء ممارساتهم الفنية، من خلال الحوار الذي يمكن أن يطلقه العمل الفني.
شكراً،
آلاء يونس، سفين أوغستين، عريب طوقان، كاترينا غريغوس، ناديا كعبي لينك
10 تشرين الأول، 2016