نظم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي في 24/ 2، يوماً دراسياً بعنوان "تعليم الأطفال ذوي التوحد في فلسطين"بإشراف الباحثة ألين آشبي من جامعة بيرنيغهام في بريطانيا، بمشاركة مجموعة من الأخصائيين والأكاديميين والمؤسسات التي تعمل في مجال التوحّد.
ويأتي هذا اللقاء في سياق المشروع البحثي الذي نفّذه المركز حول التوحّد على مدار سنتين، وبالتعاون مع مدرسة الفرندز- رام الله، ومركز الأميرة بسمة – القدس، وأعدته آشبي ضمن رسالة الدكتوراه. ويهدف البحث لدعم وتقديم تعليم أفضل لطلاب طيف التوحد في فلسطين، وكيفية العمل على دمجهم في المدارس، وإمكانية تطوير مهارات تفيد كافة طلاب طيف التوحد من الناحية التعليمية.
وبدأ اليوم الدراسي الذي أداره د. نادر وهبة، بكلمة لوسيم الكردي، مدير مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، أكّد خلالها على "ضرورة رؤية التعليم بصورة تكاملية وثيقة الصلة بجميع مناحي الحياة، وأن ننظر إلى التوحد ضمن هذا السياق الكلي".
وأشار الكردي إلى أن هناك "مسؤولية جماعية ينبغي على جميع المهتمين والعاملين في هذا المجال أن يتفاعلوا معاً، ويعملوا معاً ويفكروا معاً في الخطوات القادمة التي يؤسس لها هذا البحث، والاستناد إلى التجارب والخبرات التي تراكمت في فلسطين عبر السنوات".
وقامت آشبي في مستهلّ اليوم بعرض ملخّص للبحث، طرحت فيه ضرورة أن يكون هناك موقف إيجابي نحو الأطفال ذوي التوحّد، وبخاصة أنّ المجتمع ينظر إليهم بطريقة سلبية، فالتوحّد ليس بالضرورة مرضاً أو نقصاً، بل هو موضوع مثير للاهتمام من حيث كونه ظاهرة عالمية يعيشها (1 – 100) من البشر.
وقدّمت آشبي في مداخلتها نماذج عدة من علماء ومحاضرين وفنانين وكتّاب ذوي التوحد، وعلى الرغم من تلازم الظاهرة معهم، فقد أبدعوا وألفوا كتباً وأنتجوا أعمالاً فنية، كما أشارت إلى عدم وجود نسبة دقيقة في فلسطين حول الأطفال ذوي التوحّد.
وتحدثت آشبي عن الحالات الدراسية التي صادفتها خلال رحلتها البحثية في فلسطين على مدار العامين السابقين، وركزت على دور المدارس والمؤسسات العاملة في هذا المجال على تزويدها بالمواد ذات الصلة بموضوع بحثها.
وانقسم المشاركون إلى ست مجموعات لنقاش مفهوم الدمج الشامل/التعليم الجامع، وذلك عبر الإجابة عن ثلاثة أسئلة حول الأولويات، والتعاون، والدمج، وهي: ما هي الأمور التي يتعين فعلها لتطوير تعليم الأطفال ذوي التوحد في فلسطين؟ ما الأفكار الموجودة لديك لجعل هذا ممكناً في فلسطين؟ ما هي الخطوة التالية برأيك؟
وعبّرت سلمى الخالدي، المشرفة على قسم التربية الخاصة في مدارس الأوقاف بالقدس، عن سعادتها للمشاركة في اليوم الدراسي قائلة: "أتاح هذا اليوم الدراسي لجميع الأطراف المعنية بموضوع التوحّد الفرصة لتبادل الخبرات، والاطلاع على ما خلصت إليه آشبي من استنتاجات وتوصيات في بحثها".
وأضافت "كما يشكّل هذا اليوم الدراسي مرجعاً لنا لمعرفة وضع الأطفال ذوي التوحّد في فلسطين، حيث من الضروري جداً أنْ نستمر في العمل التشاركي والتبادلي معاً ونوحّد جهودنا، ونراجع توجهاتنا ورؤيتنا بما يخصّ موضوع التوحّد في سياق التعليم الجامع والدمج الشامل".
أما رنا مستكلم، مسؤولة قسم التربية الخاصة في مدرسة الفرندز للبنات، فقالت: "كان اليوم الدراسي غنيّاً ومفيداً لي وللمعلمات اللواتي رافقنني من المدرسة، حيث عرضت آشبي نتائج ومعلومات تفصيلية وعملية، بناءً على البيانات التي جمعتها من خلال المقابلات، والاستبانات، والملاحظات، والنقاشات، وورش العمل والمجموعات البؤرية، وطرحت إستراتيجيات وخطط عمل لما يجب عمله في موضوع التوحّد. كما أننا استفدنا كثيراً من العمل في مجموعات، إذ تبادلنا التجارب والخبرات فيما بيننا، وخلصنا إلى إجابات متقاربة ومتشابهة عن الأسئلة المطروحة".