اختتم مشروع وليد وهيلين القطان لتطوير البحث والتعليم في العلوم في 2/ 4 في مقره برام الله، ورشة عمل استمرت ثلاثة أيام بعنوان "ربط الفنون بالعلوم في إطار مركز العلوم التفاعلي"، وأشرفت عليها الباحثة الإيطالية سيلفيا كازيني، من جامعة كافوسكاري في فينيسيا.
وتأتي هذه الورشة ضمن إطار العمل على الخطة الرئيسية لإنشاء مركز العلوم التفاعلي مع بلدية رام الله، حيث جاءت مشاركة كازيني للعمل على جزئية ربط العلوم بالفنون في إطار المتاحف والمراكز العلمية.
وتناولت الورشة موضوعات متنوّعة في مجال ربط الفنون بالعلوم، بدءاً بمقدّمة حول النظرية وتاريخ علاقة الفنون بالعلوم، ثمّ عرض دراسات حول حالات وممارسات متميزة في هذا المجال، وصولاً إلى نقاش موضوع النوعية والتأثير الذي تمّ خلاله تصميم أفكار لمشروعات علمية فنيّة ضمن إطار مركز العلوم التفاعلي.
وقال وسيم الكردي، مدير مركز القطان للبحث والتطوير التربوي: "الورشة كانت مهمة، وبخاصة أنها تؤسّس لمجموعة من داخل المركز وخارجه لتكون نواة فريق عمل في المستقبل، كما أنّنا اطلعنا من خلالها على تجارب عالمية متنوعة ومثيرة، تفتح المجال لنقاشات واسعة ومتنوعة".
وأضاف: "ستساعد الورشة على خلق حوار بنّاء لتطوير رؤى مشتركة بخصوص العلاقة بين العلوم والفنون، والنظر إليها من المنظور العالمي من ناحية، ومن منظورنا الثقافي الحضاري العربي من ناحية أخرى".
من جهتها، عبّرت كازيني عن سعادتها بمشاركتها في الورشة، وبمدى تفاعل الحضور وقدرتهم على الخروج بأفكار خلّاقة لمشاريع فنيّة علمية، يمكن بناؤها ضمن إطار مركز العلوم التفاعلي.
وقالت: "سعدتُ جداّ بمستوى حماس المشاركين وانخراطهم، ما يدلّ على أنّهم مستعدّون للبدء بتأسيس مركز العلوم التفاعلي في مدينة رام الله".
وقالت بيسان بطراوي، الباحثة في المشروع: "إنّ ربط الفنون بالعلوم هو التوجّه العالمي الحالي في المراكز والمتاحف العلمية، حيث إنّ هذا التوجه يتيح للزائرين فرصة اختبار تجربة تعليمية متكاملة غير رسمية، يتمّ خلالها توظيف حواس وقدرات مختلفة ومتنوّعة".
وأضافت: "وجود سيلفيا مهم جداّ في هذه المرحلة من التخطيط للمركز العلمي التفاعلي؛ كونها باحثة وقيّمة معارض متمرّسة، كما أنّ مشاركتها لنا بخبراتها وتجاربها جعلتنا نطرح أسئلة جديدة ومهمّة حول شكل ونشاط مركز العلوم التفاعلي الذي نودّ تطويره، إضافة إلى أنّ مشاركة المجتمع المحليّ في هذه الورشة ستساهم في بناء نواة هذا المركز من فنانين ومعماريين ومعلمين وعلماء، وغيرهم من العاملين في مجال الثقافة والفنون والتعليم في فلسطين".
وعن مشاركتها في الورشة، قالت سحر قواسمي: "إنّ الفصل بين الفنون والعلوم هو أحد أسباب المأزق الجمالي والتعبيري الذي نعيشه؛ فالمأساة البيئيّة، وكثرة الاستهلاك، وضياع الهويّة المعماريّة والفنيّة، وتشتّت الطاقات، وتبذير المصادر، تعود بشكل كبير إلى فقدان التواصل مع الفطرة البشريّة، واضمحلال الفضول، وجمود الخيال، الذي يرتبط بقلّة أو انعدام الاتّصال مع التراث والمعرفة والتعرّض للفنون والعلوم، ولعلّ البدء بالتفكير بربط الفنون بالعلوم في إطار متحف، سيساعد على وضع اللبنات الأساسية لإحداث تغيير ملموس في هذا المجال".
وأضافت: "أتاحت لي مشاركتي في الورشة الفرصة للتعرّف على آخرين مهتمين بدمج الفنون والعلوم بطرق خلّاقة، تجمع طاقات ومبادرات وتجارب محليّة في المجالين، وتستفيد من أفكار وخبرات أناس شغوفين ومبدعين من مربين وفنانين وعاملين في حقول الثقافة والأدب".