"شطحة"في قلب رام الله، وتحديداً في شارع بنت جبيل، نظمها البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطان بالشراكة مع بلدية رام الله ضمن فعاليات مهرجان "وين عَ رام الله"، من خلال العمل مع مجموعة من الحكائين في مجموعة "حكايا"، وعدد من الموسيقيين، منهم الفنانان شادي زقطان ونور الراعي، مع زوار رام الله والمقيمين فيها الذين رووا قصصاً حول علاقتهم بالمدينة.
و"شطحة"، هي النسخة الأولى لأحد مشاريع برنامج "المجموعات"في البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطان، وجاءت ثيمتها للعام 2017، في مسعى إلى خلق فرصة للتلاقي داخل الحيز العام، وسرد حكايات أهل مدينة رام الله وطرح أسئلة عن علاقة الناس بها.
وتقوم فكرة برنامج "المجموعات"على مساندة مجموعات في تخصصات مختلفة، تعتمد نهج العمل غير التقليدي، وتملك موقفاً نقدياً للأفكار الموروثة والنمطية، وتتوخى الطابع المهني في عملها في المحيط الثقافي الفلسطيني الحالي. وتسعى هذه المجموعات إلى نقل نطاق التركيز من الاستهلاك الحالي للثقافة النيوليبرالية والأصولية السياسية والدينية والقبلية، إلى عملية إنتاج ثقافية، تستطيع أن تجترح تحولاً، وتنتج مخيالاً مغايراً لمستقبل بديل.
وأوضحت منسقة المشاريع في البرنامج العام، دانا عباس، "نحاول كل مرة أن نحتل حيزاً عاماً بطريقة مختلفة، لإدماج هذه المساحات في مخيلة الناس، كأمكنة يستطيعون التواجد فيها"، مضيفة "مهم بالنسبة لنا أن نطرح فكرة اللحظة المعاصرة، والنظر إلى المدينة ليس فقط كمكان للذكريات والمقارنة بين الحاضر والحنين إلى الماضي، وإنما علاقتنا بها، وكيف نتخيلها في المستقبل، وكيف نعرّف تواجدنا وانتماءنا أو اغترابنا عنها، التي لا يتم الحديث عنها عادة".
وحول تجربتها، قالت فداء عطايا، من مجموعة حكايا: "التجربة كانت غير متوقعة في مكان يفترض أب يمر به الناس فقط أو يتسوقون فيه، كان فرصة لنسمع حكايات الناس وأسرارهم عن المدينة، ولفت انتباهي التفاصيل التي يلاحظها الناس عن المدينة، وحتى الأطفال كانوا سعيدين بالتعبير عن حبهم لمدينة رام الله".
من ناحيته قال شادي زقطان: "أعتقد أن التجربة مهمة جداً، وكسرت الكثر من الحواجز عند الناس، فالشارع للناس، وأي شخص يستطيع أن يجلس ويحكي في أي موضوع، وتُخرج أحاديث منهم".
وعلى مدار 3 ساعات، جمعت "الشطحة"العديد من المارة، والزوار الذين قدموا خصيصاً للمشاركة في اللقاء، فمثلاً حضرت منار زيد من مدينة قلقيلية، موضحة: "أتيت هنا لأسمع عن حكايا الناس عن رام الله، وكيف يرونها بأعينهم، الفكرة جميلة، للقاء مع الأصحاب والناس، لنتحدث أكثر عن المدينة التي جمعتنا جميعاً، وفرصة حلوة نسمع رأي الناس عن رام الله؛ المدينة الجميلة والمليئة بالفرص".
وستعمل مؤسسة عبد المحسن القطان على إصدار "منشورة"، تضم الحكايا التي جمعت من الناس حول مدينة رام الله المعاصرة.